رئيس هيئة المواد النووية: رصدنا موقعين جديدين للرمال السوداء
نتمنى أن تساهم منظومة البحث العلمي في مصر في تلبية طموحات القيادة السياسية نحو التوسع في آفاق التنمية المستدامة والذي سيؤدي بدوره إلى خلق كيانات صناعية ذات مردود اقتصادي كبير، هكذا بدأ الدكتور حامد إبراهيم السيد ميرة رئيس هيئة المواد النووية حواره لـ “بوابة أخبار اليوم”..
بعد سؤاله حول توظيف البحث العلمي بالهيئة في إيجاد طرق للتغلب على المشكلات التقنية التي تواجه العمل التطبيقي؟
واستدل ميرة بدور الهيئة في أحد المشروعات القومية التي تشيد على أرض مصر وهو “مشروع استغلال الرمال السوداء” مؤكدا أن هذا المشروع تكاملت فيه عناصر النجاح بدءاً من الاستكشاف والتقييم والتطبيق التكنولوجي وانتهاءاً بإعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية متكاملة.
وأضاف أن هذا المشروع يؤكد أن مصر تستقبل اليوم جيلاً من المشروعات القومية الكبرى ذات أسس علمية وتقنية حديثة ليتسنى من خلالها إقامة صناعات تكميلية ذات تدرج تكنولوجي متطور.
وإلي نص الحوار..
نعلم أن هيئة المواد النووية كانت قد استكشفت رواسب الرمال السوداء بالعديد من المناطق على ساحل البحر المتوسط فهل هناك استكشافات جديدة؟
نعم تم استكشاف إحدى عشر موقعاً على ساحل البحر المتوسط بدءاً من إدكو غرباً حتى العريش شرقاً، أما فيما يخص المستكشفات الجديدة لقد استطاعت الهيئة مؤخراً من خلال اخر مسح جوي بطائرة الاستكشاف التي تمتلكها الهيئة رصد عدة تواجدات للرمال السوداء على ساحل البحر الأحمر بجنوب مصر وجاري أعمال تقييم الخام، هذا بالإضافة إلى ما تم اكتشافه في هذه الأيام بمنطقة الدلتا خاصة بالقرب من مدينة المنصورة الجديدة.
هل بدأ الاستغلال الفعلي لمعادن الرمال السوداء بمصر؟
بالفعل بدأت أعمال استغلال الخام في العديد من المناطق عن طريق الشركة المصرية للرمال السوداء وبالتعاون مع هيئة المواد النووية من خلال تركيب خطوط وحدات تركيز المعادن بمناطق البرلس، غليون، رشيد، إدكو بالإضافة إلى استغلال معادن نواتج تكريك بحيرة المنزلة وميناء دمياط.
ماذا عن الانتهاء من إنشاء مصانع الفصل؟
قريبا إن شاء الله سيتم افتتاح مصانع فصل المعادن بمناطق البرلس، غليون ورشيد باستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية في هذا المجال، حيث تبذل الشركة المصرية للرمال السوداء وهيئة المواد النووية مجهودات عالية لبدء تشغيل مصانع الفصل أول العام القادم.
ما هي الرؤية المستقبلية التي ترونها لهذا المشروع القومي المهم؟
في الحقيقة أن مشروع استغلال معادن الرمال السوداء بمصر هو مشروع دولي متكاملي يؤكد على أن مصر تستقبل اليوم جيلاً جديداً من المشروعات القومية الكبرى ذات أسس علمية وتقنية حديثة يتسنى من خلالها إقامة صناعات تكميلية ذات تطور تكنولوجي متطور.
ولضمان استدامة وتنمية مقدرات مصر من الخام تقوم الهيئة وفقاً لمخطط زمني تنفيذي بتقييم بقية مناطق تواجد الرمال السوداء وحساب الاحتياطي المؤكد من المعادن الاقتصادية، هذا بالإضافة إلى استكشاف تواجدات جديدة من خام الرمال السوداء.
ما هو مخطط الاستفادة المثلى لمعادن الرمال السوداء؟
وفقاً لتوجهات القيادة السياسية والحث الدائم على ضرورة الاستفادة من الثروات والموارد الطبيعية وإعلاء القيمة المضافة للخامات التعدينية وفي هذا الإطار حرصت هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء على إعداد حزمة من مشروعات القيمة المضافة يتم من خلالها إقامة صناعات تكنولوجية متطورة على المعادن الناتجة من فصل وتركيز ومعالجة خام الرمال السوداء حيث استطاعت الهيئة من خلال وحداتها التكنولوجية المتنوعة معالجة معادن الرمال السوداء وتعظيم القيمة المضافة من هذه المعادن.
بعيداً عن الدور الاقتصادي والاستراتيجي لمشروع الرمال السوداء ما هو الدور البيئي والمجتمعي للمشروع؟
في الحقيقة وإلى جانب العائد الاقتصادي والاستراتيجي للمشروع فإن للمشروع بعد بيئي يكمن في تطهير الساحل ومناطق الاستغلال من المواد المشعة المتواجدة بمعادن الرمال السوداء ومن ثم تمهيد الساحل وتأهيله للاستخدام الاستثماري.
أما من ناحية دور المشروع في التنمية المجتمعية فيبدوا واضحاً من خلال المشاركة المجتمعية للمشروع في محافظات تواجد الخام وذلك من حيث أولوية تعيين العاملين بالمصانع من المحافظات المقام عليها المشروع بالإضافة إلى ما تشهده مناطق ومدن تواجد الخام من تطوير في البنية التحتية من طرق وكهرباء ومرافق.
قد لا يعلم البعض ما هو الدور الكبير الذي تقوم به هيئة المواد النووية للمساهمة في مشروعات مصر القومية من خلال ما تملكة الهيئة من امكانات تقنية وبشرية؟
بالفعل لا يقتصر دور الهيئة علي البحث والتنقيب واستخلاص الخامات النووية وما يصاحبها من خامات اقتصادية اخرى تطبيقا لخططها الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية ومتابعها للتطور العالمي في هذا المجال بل تساهم في العديد من المشروعات القومية الضخمة في إطار ما تنتهجه الدولة الآن نحو التوسع في آفاق التنمية المستدامة وإيماناً من الهيئة بدورها في تنمية المجتمع من خلال ما تمتلكه من فائض في الطاقات البشرية والتقنية فقد حرصت الهيئة على مدار الاعوام القليلة السابقة أن تخلق لنفسها دوراً فعالاً من خلال المشاركة في عدد من المشروعات القومية التي تزخر بها بلدنا الآن.
فمن خلال امتلاك الهيئة لطائرة للاستكشاف الجوي من طراز (Beechcraft-B200) المجهزة بأحدث النظم الجيوفيزيائية والملاحية بتكنولوجيا عالمية متطورة للمسح الجوي الإشعاعي والمغناطيسي والتثاقلي للكشف عن البترول وتحديد خزانات المياه الجوفية وقياس الخلفية الاشعاعية للأرض ورصد التراكيب الجيولوجية المصاحبة للثروات المعدنية حيث شاركت الهيئة في العديد من مشروعات الكشف عن البترول بالإضافة الى المساهمة في مشروع المليون ونصف فدان والتنمية الزراعية بالوادي الجديد. هذا الى جانب اعمال استكشاف الثروات الطبيعية ببعض مناطق المثلث الذهبي.
كما تشارك الهيئة بفائض طاقاتها البشرية التقنية في المشروع القومي تنمية المدن الجديدة من خلال تنفيذ الأعمال الجيوهندسية والجيوفيزيائية والجيوتقنية ودراسة مخاطر السيول لعدد من المدن الجديدة منها هضبة أسيوط، وقنا الجديدة والاقصر الجديدة ومدينة 15 مايو ورشيد الجديدة لتحقيق التنمية المستدامة في هذه المدن الجديدة.
وتساهم الهيئة كذلك كطرف اصيل في مشروع التحالف القومي لتنقية حمض الفوسفوريك ورفع جودته هذا الى جانب ما يرد الى الهيئة من تكليفات في مجالات عدة. كما تعكف الهيئة الان بجانب دورها الأساسي على اعداد دراسات اعلاء القيمة المضافة لمعادن الرمال السوداء وعدم الاكتفاء مستقبلا بتصدير هذه المعادن كخامات انما تحرص الهيئة والشركة المصرية للرمال السوداء على معالجة هذه المعادن وبناء صناعات تكميلية متطورة.
ماذا عن الطائرة التي تمتلكها الهيئة؟
تمتلك الهيئة طائرة للاستكشاف الجوي من طراز (Beechcraft-B200) المجهزة بأحدث النظم الجيوفيزيائية والملاحية بتكنولوجيا عالمية متطورة للمسح الجوي الإشعاعي والمغناطيسي والتثاقلي للكشف عن البترول وتحديد خزانات المياه الجوفية وقياس الخلفية الاشعاعية للأرض ورصد التراكيب الجيولوجية المصاحبة للثروات المعدنية. واوضح ميرة أن الطائرة الاستكشافية التابعة للهيئة تستطيع الطيران على مستوي ارتفاعات منخفضة وهذا ما يميزها عن باقي أنواع الطائرات، لافتا إلى أن الطائرة تعمل خلال طرق الجيوفيزياء الاستكشافية على مبدأ الكشف عن التغييرات التي تحدث في الخصائص الفيزيائية للأرض، سواء تغييرات أفقية أو رأسية
محمد محمود الأحد، 05 ديسمبر 2021 – 04:35 م